الرسم طريقه لتشخيص والعلاج

الرسم طريقه لتشخيص والعلاج

الرسم علاج للإنسان منذ القدم؛ فقديماً كانت تنتاب الإنسان المخاوف فكان يرسمها على الجدران،ثم أصبح الرسم وسيلة من وسائل تخزين الثقافة، وتدريجياً أصبح الرسم نوعاً من أنواع الإبداع والعلاج الحاضر..
فكلما تخيل الإنسان شيئاً فى المستقبل وقام برسمه حاول بعد ذلك أن يحققه.فعندما يبدأ المريض فى رسم منظر طبيعى مثلاً فإنه يدركه ويدرك أعماقه فالرسم قدرة إبداعية تستخدم كأسلوب للعلاج و للكشف عن أنماط الشخصية لوضع خطة علاجية سليمة، فإذا ظهرت علامات اضطراب فى الشخصية من خلال الرسم فإنه يتم وضع برنامج بالرسم للعلاج.
نحن منذ طفولتنا اعتدنا إن نمسك القلم ونرسم إي كان ما نرسم حتى لو كان مجرد شخبطات أو اشكال مفضله لدينا ثم كبرنا ولازال لدينا حبا لرسم وان كنا أصبحنا نتذوق ذالك الجمال في الفن ولكن من منا على سبيل المثال يذاكر دون إن يظل فقره أو يشكل أو يزخرف احد العناوين أو يرسم شكلا مصغرا في زاوية الصفحة كما إننا ننجذب لرؤية تلك الإبداعات ولوحات الفنية ولكننا لم نحاول معرفه وفهم ما نرسم أو ما يعرض أمامنا إذ إن كثير من تلك الممارسات في الرسم تتضمن معنى هذه المعاني تطور استخدامها في العلاج وتشخيص الأمراض النفسية وحتى الجسدية فتعالج القلق والاكتئاب ومشاكل الاضطراب الغذائي والإدمان والحساسية على مختلف أنواعها،إضافة إلى أشخاص لا يطالهم العلاج النفسي التقليدي نظراً إلى استحالة التواصل معهم عن طريق اللغة،كما في حالة الخرس والتوحد .إذ يهدف العلاج بالرسم تحريك طاقات المريض الإبداعية والحيوية لمساعدته على الوصول إلى إقامة علاقة توازن بين جسده ونفسه.فللألوان قدرة على تحريك المشاعر والانفعالات المكبوتة،ومجرد إسقاطها على الورق يمنح الإطار المطلوب في الإفصاح عن الذات.من هنا فطريقة العلاج بالرسم هذه ليست هدفاً بذاته بل هي تقنية لتأسيس علاقة تهدف إلى مساعدة المريض على الخروج من أزمته .
ففي حاله الاكتئاب نركز على رسم الأحلام فهي مبعثا لتحريك الطاقات الإبداعية والجوهرية إما حالات المرهقين المدمنين على المخدرات كالحشيش وغيره والذين يواجهون فشلا دراسيا إن تقنية الرسم والتلوين تساعد هذه الفئة على أيجاد لغتهم الحقيقية سواء بالرسم أو الموسيقى والرقص أو المسرح المرتجل.وقد نلاحظ من رسموهم انفعالاتهم المشحونة بالرفض والثورة على المجتمع التي لا تلبث إن تتحول إلى طاقات إبداعية بدلا من الاتجاه نحو التدمير الذاتي.فحين يرسم المراهق ويضع كلماته الخاصة على رسومه يسترد ثقته بإمكانياته ويعبر عنها بإيجابية.
إما العمل مع الأطفال يجعلنا نعرف ما هي مشاكلهم، ونستطيع إن نساهم في تغييرهم بسرعة أيضا، فعلاجهم بالرسم سريع وممتع وعفوي، وهو شبه مضمون، بحدود المطلوب من العلاج.
يلجأ الأطباء النفسيون للعلاج بالرسم ليعيدوا المريض إلى الواقع حين يخرج ما بداخله من توتر وقلق ويسترخي حينها حيث ويقوم الطبيب بمناقشة المريض فيما رسم أو يستخدم الطبيب الرسم فى علاج المريض؛ فالرسم عند هذه الحالة يعد إظهار ما يحتمل داخلا العقل الباطن وإفراز للشحنة الداخلية للمريض.مشكلة المريض أنه فى عالم لا واقعي والرسم يخرجه للواقع وبالتالي يمكن علاجه.
امتد العلاج بالفن الآن إلى العديد من الاستخدامات غير علاج المرضى العقليين، منها على سبيل المثال استجواب الشهود صغار السن في جمع الأدلة في قضايا المحاكم، وفي علاج السرطان وإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات.
فإن الشخص عندما يركز على الرسم أو التلوين أو الموسيقى أو الرقص، يشعر بارتخاء في عضلاته وبتحسن في تنفسه وتغير نحو الأفضل في موجات الدماغ ومستويات الهرمون والسكر وضغط الدم، ومن ناحية ذهنية، فإنه يخفف من الشعور بالاكتئاب ويمثل ملاذاً من قيود الزمانية والمكانية والرسم أيضاً أسلوب للعلاج المعرفي.. فعندما يعطى الإنسان المريض رسماً لوجه شخص، ويطلب منه أن يرسم مرتين، مرة للخير،ومرة للشر؛ فهذا نوع من أنواع العلاج المعرفي.
كما يستخدم الرسم فى علاج الأطفال كثيري الحركة والمندفعين ومرضى الاكتئاب، حيث يطلب من المريض رسم وجه جميل أمامه والاستمرار فى النظر إليه، مما يجعله أكثر إشراقاً كلما نظر لهذا الوجه الجميل وأكثر هدوءاً واستقراراً.
فلو كان شخصاً منعزلاً فإنه يرسم شخصاً وحيداً فى مكان منعزل بمفرده، ولو كان مرحاً فإنه يرسم شخصاً فرحاً موجوداً فى وسط الأزهار والورود
كما يستخدم الرسم فى تركيز المريض، وعدم تشتته، ولكي يتم ذلك تحضر له رسومات جاهزة ملونة وأخرى مشابهة لها وغير ملونة.. ويطلب منه تلوينها بنفس الألوان التي أمامه، فلو كان مشتتاً، فلن يستطيع الرسم، أما إذا كانت لديه قدرة على التركيز والاستيعاب فإنه يقلد نفس الرسم الذي أمامه.
ومن المعروف أيضا إن اللوحات المظللة تعكس شخصيه يائسة ومكتئبة إما تلك التي تحتوي الألوان والتظليل في آن واحد تعكس شخصيه حائرة ومتر رده إما تلك المليئة بالألوان الغامقة تدل على شخصيه كثيرة المخاوف المستترة وما أجامل تلك اللوحات المليئة بالألوان الكثيرة والتي تعكس شخصيه تشبه شخصيه شبيه بشخصيه الأطفال تلك التي تتميز بالمرح والراحه النفسية إما اللوحات التي تظهر في تدرج واحد من لون واحد تدل على شخصيه غير طموحه ،إما بالنسبة لتلك الخطوط المتقاطعة والكثيرة المتشابكة تدل على شخصيه متوترة إما إذا لونت بعض الأجزاء المتقاطعة تدل على يأس إما إذا غلبت تلك الأجزاء المتقاطعة على الخطوط يدل على مرحله مبدئية من الاكتئاب بالأضافه إلى أن تلك الالون تستعمل في علاج بعض الإمراض فمن المعروف إن اللون الأحمر مثلا يستخدم لعلاج إمراض القلب واللون الأصفر للجهاز الهضمي وهكذا.
نسال الله التوفيق